سطور من الإقتراب
مريم حيدري
(ايران )
ترجمة: محمد الأمين
ذلك أننا وفدنا دون سُحب مرئية
في صحارى تستدعي الفقد
أحث الخيال أن يصيرني شيئا نديا
يرطّب فمك في منتصف النهار ِ
حينها نستشعر الماء.
يقدم الذي يفكُ وثاقك عن الحزن
مصحوبا بحمى تندس في الفؤاد
أو قشعريرة تتبدد في وصيدها
وتشاطر روحي إياكَ
فقد عشقتُ الشجن
طل!
إني هجرتُ الطفولة َ
وتقصّدت النضج
كي يوغل ، مثلك فيّ الأزل
هل فيك ما يتصاير كي يشعرني بالاقتراب؟!
[....]
أذ يصير منتصف الليل أغنية مرتخية
مترعة بالتين
أضع راسي على وسادة أثيرية طرية مثل جفن
أرى روحي صحيفة يومية
على مصطبة توحدنا
تقرأها .
[....]
أم أنني أتخيل رجفة أزاهير البونج
أيها الرجل الثمل إغمض عينيك
لا أحد يشتاق اليك هنا
الترانيم التي تدندن بك
إستيقظت من شفتي:
أزاهير صغيرة وليدة خيالك.
[....]
رحيلك ملاحظات ملقاة على الرف
تترقب نظراتي
أقضي الظهيرة بتجوال مضمخ بالحسرات فوق سطور دائخة
أبتعدُ عن شعاع الشمس السارح المتصلب فوق الرف
يالها من فكرة شفيفة رحيلك
وراء النافذة قطة تبحث عن شيء ما
قطة تجوب ذهني بحثا عن شيء ما
[....]
اطبق شفتيك
وازفر أنفاسك الطيعة الطيبة
أريد أن أردف الحروف اللطيفة فقط
كي أكوّن جملة إزاء نظراتك
لكنني أتساقط من الجبل
صخرة في وديان حيرة القول .
[....]
حتى ان لم يكن ثمة حزن
سوف أختلق حزنا كي تمرر يديك بثقلهما
وصلابتهماالمحببين للقلب
على وجنتي
ثم
رويدا رويدا
شعور بالطمأنينة في أعماقي
ينتعش .
[....]
أفد الى أحلامكم
أتسلل الى قصائدكم
اضع ما يرشح من أوردتكم البارزة من وريقات يافعةودافئة وزرقاء في فمي
ومرة أخرى ألزم الصمت .
في ارتفاع االتلال الواقعة في أحلامكم
ثمة ظلال تسير يدا بيد
باعثة البهجة في القلب
إن بأمل أو يأس
آه يا عشاق الماضي والحاضر!
[....]
قل لي أنك لم تعشقني
كي أزورك عن طيب خاطر
لكني ارى عينيك تحدقان بي
من بين السطور
من قرب تتأملني
من بين أغنيات الحب
رغم ذلك كله
لم نكن عاشقين .
[....]
من بين الطاولات والكراسي والمزهريات المائلة الى الاصفرار
أمر دون أن أعيركم اهتماما أو نظرة خاطفة
حنينكم أو كراهيتكم وريقات صفراء
يلزمها الوشوشة تحت الأقدام .
في فضاء الشارع الرحب أبتسم
مرة أخرى تنفرج شفتي إثر مزحة ظريفة .
***
ولدت مريم حيدري في الاهواز عام 1984
ترجمت قصائد لشعراء ايرانيين معروفين منهم احمد رضا احمدي ورضا براهني ونصرت رحماني
كما ترجمت الى الفارسية اثر الفراشة لمحمود درويش وساتان ابيض لعناية جابر
ماجستير الأدب العربي من جامعة جمران باهواز حصلت على
ترجمت الى الفارسية العديد من القصص لناثرين عرب منهم محمد خضير وليلى العثمان.
تكتب حيدري قصائدها باللغتين العربية والفارسية ، تصور قصائدها المشاعر الانسانية والرغبة في القول وما يستتبعها من حيرة في تخطي جدار الموروث وتحد غير عنيف للهيمنة الذكورية ، الضمير المثنى والجمع .عن قصائدها العربية كتب الناقد والمترجم حمزه كوتي : القافية حجارة عثار في الطريق نحو جوهر القصيدة ، لم تفصح حيدري عن تحرير المرأة من القيود التاريخية لكن قصيدتها استطاعت في فضائها الثقافي ان تتحرر من سلاسل تراثية ، وما له اشارة في هذا المنحى هو طيران القصيدة بصيغتها المؤنثة التي تمثل جسد المراة وروحها ، وهنا تتمظهر ينابيع المسرة ، ان في قراءة النص او في تأمل التجليات الحسية ، الوجود مختزلا في عناصره البدائية والروح محلقة يدا بيد الجسد في فضاءات بكر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق