الجمعة، 15 مايو 2009

«مرة أخرى تنفرج شفتي»


alarab logo





ارسل المقال لصديق
«مرة أخرى تنفرج شفتي»
قصائد للشاعرة الفارسية مريم حيدري


2009-04-21
ترجمة: محمد الأمين
ولدت مريم حيدري في الأهواز عام 1984م، ترجمت قصائد لشعراء إيرانيين معروفين، منهم أحمد رضا أحمدي ورضا براهني ونصرت رحماني، كما ترجمت إلى الفارسية ديوان (أثرالفراشة) لمحمود درويش، و(ساتان أبيض) لعناية جابر، حصلت على ماجستير الأدب العربي من جامعة جمران في الأهواز، وترجمت إلى الفارسية العديد من القصص لناثرين عرب، منهم محمد خضير وليلى العثمان.
تكتب حيدري قصائدها باللغتين العربية والفارسية، تصور قصائدها المشاعر الإنسانية والرغبة في القول، وما يستتبعها من حيرة في تخطي جدار الموروث، وتحد غير عنيف للهيمنة الذكورية، كتب الناقد والمترجم حمزة كوتي عن قصائدها العربية: «القافية حجارة عثار في الطريق نحو جوهر القصيدة، لم تفصح حيدري عن تحرير المرأة من القيود التاريخية، لكن قصيدتها استطاعت في فضائها الثقافي أن تتحرر من سلاسل تراثية، وما له إشارة في هذا المنحى هو طيران القصيدة بصيغتها المؤنثة التي تمثل جسد المرأة وروحها، وهنا تتمظهر ينابيع المسرة، إن في قراءة النص أو في تأمل التجليات الحسية، الوجود مختزل في عناصره البدائية والروح محلقة يدا بيد الجسد في فضاءات بكر».

سطور من الاقتراب
ذلك أننا وفدنا دون سُحب مرئية / في صحار تستدعي الفقد/ أحث الخيال أن يصيرني شيئا نديا / يرطّب فمك في منتصف النهار/ حينها نستشعر الماء / يقدم الذي يفكُ وثاقك عن الحزن / مصحوبا بحمى تندس في الفؤاد / أو قشعريرة تتبدد في وصيدها / وتشاطر روحي إياك / فقد عشقتُ الشجن/ طل! / إني هجرتُ الطفولة َ/ وتقصدت النضج / كي يوغل، مثلك فيّ الأزل/هل فيك ما يتصاير كي يشعرني بالاقتراب؟!
[....]
إذ يصير منتصف الليل أغنية مرتخية / مترعة بالتين / أضع رأسي على وسادة أثيرية طرية مثل جفن / أرى روحي صحيفة يومية / على مصطبة توحدنا
تقرأها.
[....]
أم أنني أتخيل رجفة أزاهير البونج/ أيها الرجل الثمل أغمض عينيك / لا أحد يشتاق إليك هنا / الترانيم التي تدندن بك / استيقظت من شفتي / أزاهير صغيرة وليدة خيالك.
[....]
رحيلك ملاحظات ملقاة على الرف / تترقب نظراتي / أقضي الظهيرة بتجوال مضمخ بالحسرات فوق سطور دائخة / أبتعدُ عن شعاع الشمس السارح المتصلب فوق الرف/ يا لها من فكرة شفيفة رحيلك / وراء النافذة قطة تبحث عن شيء ما / طة تجوب ذهني بحثا عن شيء ما.
[....]
أطبق شفتيك/ وازفر أنفاسك الطيعة الطيبة / أريد أن أردف الحروف اللطيفة فقط / كي أكوّن جملة إزاء نظراتك / لكنني أتساقط من الجبل / صخرة في وديان حيرة القول.
[....]
حتى إن لم يكن ثمة حزن / سوف أختلق حزنا كي تمرر يديك بثقلهما / وصلابتهما المحببين للقلب / على وجنتي / ثم / رويدا رويدا / شعور بالطمأنينة في أعماقي / ينتعش.
[....]
أفد إلى أحلامكم / أتسلل إلى قصائدكم / أضع ما يرشح من أوردتكم البارزة من وريقات يافعة / ودافئة وزرقاء في فمي / ومرة أخرى ألزم الصمت/ في ارتفاع التلال الواقعة في أحلامكم / ثمة ظلال تسير يدا بيد / باعثة البهجة في القلب / إن بأمل أو يأس / آه يا عشاق الماضي والحاضر!
[....]
قل لي إنك لم تعشقني / كي أزورك عن طيب خاطر / لكني أرى عينيك تحدقان بي / من بين السطور / من قرب تتأملني / من بين أغنيات الحب / رغم ذلك كله / لم نكن عاشقين.
[....]
من بين الطاولات والكراسي والمزهريات المائلة إلى الاصفرار/ أمر دون أن أعيركم اهتماما أو نظرة خاطفة / حنينكم أو كراهيتكم وريقات صفراء/ يلزمها الوشوشة تحت الأقدام / في فضاء الشارع الرحب أبتسم / مرة أخرى تنفرج شفتي إثر مزحة ظريفة.


http://208.109.168.188/details.php?docId=79703&issueNo=484&secId=18

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق